الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

الزجاج المكسور && بقلم / الطيب عوض احمد

قصه قصيره بعنوان ( الزجاج المكسور ) بقلم / الطيب عوض احمد

وقفت امامها كعادتى وانا اطيل النظر,رأيته فى عيناها ينظر اللى ,قدتبدلت ملامحه وكأنه غائب منذ زمن رغم انى اراه دائما,هذه المرة كنت اراه وكأنه غريب عنى, كان يرسم على وجهه تعبيرات غريبة ,كانت ملامحه تحمل الحيرة والدهشة ممتزجة بالخوف .

استوقفنى احساس حائر يحاول البحث عن سببا لما يراه,لحظات من الصمت اثقل من دهر كامل

اردت ان اقطع حيرتى بسؤالى له ما بك ؟

هو:- حقا لا تعلم وان كان لما تسأل عن امرا بدى لايهمك فى شيئ

سألته:- لما تقول هذا السنا شخصا واحد؟

هو:- لا

سألته:- كيف ذلك؟

هو:- نعم فلكل منا حياته بما فيها من سعادة واحزان من ابتسامات نرسمها على شفانا ومن دموع تتساقط كالسيل لتروى صمت العيون تعبيرا.

اشعر من حديثه اننى اقابله لأول مرة, لست ادرى ماذا اصابه او اصابنى او اصاب كلانا لتصبح المسافات بعيدة هكذا.

سألته :- أأنت انا ام انا انت ام كل منا شخص اخر؟

هو:- احيانا نكون شخص واحد واحيانا اخرى نكون وجهان لعملة واحدة كل منا له شئنه فلا يجتمع الحزن والسعادة معا لا يمكن ان يكون اليأس والامل طريق واحد.

وتابع قائلا:- ألست انت من كان يقول ان المبادئ لا تتجزء وان الايمان بالمبدئ اهم من المبدئ ذاته

اذا فلما سرت هكذا ؟ لما تخليت عن المبدئ؟

فجاءة وجدت نفسى اصرخ فى غضب أصمت انت لا تعلم شيئا, انت لا تدرى ماذا حدث , ربما لو كنت مكانى لفعلت اكثر من ذلك .

قاطعنى فى حدة :- من قال انى بعيدا عنك ؟ من قال انى لم اتعذب مثلك ربما كان عذابى والمى اكثر بكثير لكنك لا تدرى 

انا احس بك اكثر من نفسك اسرى بين جوانحك اختلط بدمك فأصبح موجودا بكل عروقك وشرايينك 

اعيش بقلبك وعقلك فأعلم كل شيئ عنك لكننى لست مثلك فأنا ثابت على موقفى لم اتغير اما انت ــــــــــ

قاطعته بغضب :- لا تتكلم ثانية معى هكذا من انت كى تلوم على او تحاسبنى فانا حر فى تصرفاتى

رأيته يبتسم فى سخرية ثم عاود يقول لا بل اصبحت ضعيفا لا يستطيع التحدى

زادت كلماته من جنونى وراودنى فكر غريب بأن اقتله وسرعان ما ترجم عقلى هذه الافكار لتخرج اشاراته ليدى لتنطلق كالسهم نحوه تضربه ضربة قوية فتكسر زجاج المرءاة لتتساقط الدماء بغزارة من يدى اسرعت ابحث عن شيئ اضمض به جرحى

اتانى هاجس بأنه قد يخرج مع دمائى ولا يعود فأسرعت اوقف النزيف خوفا من رحيله فمن الممكن ان اغضب منه اخاصمه احيانا لكن من المستحيل ان اتخلى عنه 

انه ضميرى الذى كان ومازال وسيظل النور الذى ينير كل دروب حياتى , حقا انسان بلا ضمير كجسدا يحيا بلا روح

( بقلم / الطيب عوض احمد)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق